سعر البنزين

شهد سعر البنزين في المملكة العربية السعودية تحولات جذرية على مدى العقد الماضي، متأثِّرًا بعدة عوامل اقتصادية وسياسية، وصولًا إلى إصلاحات مرتبطة برؤية السعودية 2030. فيما يلي استعراض لأبرز المحطّات التاريخية وانعكاساتها على المستهلكين والاقتصاد المحلي:


1. فترة ما قبل 2016: الدعم الحكومي المكثّف

قبل عام 2016، حافظت الحكومة السعودية على سعر البنزين عند مستويات منخفضة جدًا، مدعومة بإعانات كبيرة. فقد بلغ سعر بنزين 91 نحو 0.45 ريال/لتر، في حين وصل سعر بنزين 95 إلى 0.60 ريال/لتر لسنوات طويلة. ورغم أنَّ هذه الأسعار المنخفضة وفَّرت ميزة للمستهلكين، فإنها شكّلت عبئًا ماليًا متزايدًا على ميزانية الدولة.


2. 2016: بداية الإصلاح ورفع سعر البنزين

مع إطلاق رؤية السعودية 2030، اتّخذت الحكومة خطوة جريئة برفع سعر البنزين لأول مرة بشكل كبير في يناير 2016. ارتفع سعر بنزين 91 من 0.45 ريال/لتر إلى 0.75 ريال/لتر تقريبًا، وتبعته زيادة ملحوظة في سعر بنزين 95. جاءت هذه الخطوة في إطار تخفيف العبء المالي على الدولة وتشجيع الاستخدام الرشيد للطاقة.


3. 2018–2020: زيادات إضافية واعتماد مراجعة دورية

  1. يناير 2018: شهدت السوق السعودية زيادة أخرى كبيرة في سعر البنزين، حيث قفزت تكلفة بنزين 91 بنسبة تجاوزت 80%، فيما ارتفع سعر بنزين 95 بأكثر من 100%.
  2. نظام المراجعة الدورية: بحلول عام 2019، بدأ تطبيق آلية مراجعة ربع سنوية تربط سعر البنزين بالأسعار العالمية للنفط، لتتحوّل لاحقًا في فبراير 2020 إلى مراجعة شهرية تُعلنها شركة أرامكو السعودية.

4. تأثير جائحة كوفيد-19 على سعر البنزين

مع بداية 2020، أدّت جائحة كوفيد-19 إلى انخفاض حاد في الطلب العالمي على النفط، ما تسبّب في:

  • انخفاض سعر البنزين محليًا في الربع الأول من 2020 بفعل تراجع حركة التنقُّل وإجراءات الحظر.
  • ارتفاع نسبي لاحق في الأسعار حين استقرّت أسواق الطاقة عقب تدخلات أوبك+ للحدّ من الإنتاج وإعادة التوازن بين العرض والطلب.
  • تدخل حكومي في يوليو 2021 بوضع سقف سعري عند 2.18 ريال/لتر لبنزين 91 و2.33 ريال/لتر لبنزين 95، لتخفيف تقلبات الأسعار على المستهلك المحلي وتشجيع تحسن الطلب المحلي.

5. 2020–2024: استقرار نسبي ومستقبل الإصلاحات

رغم التذبذبات المؤقتة التي أحدثتها الجائحة، استقر سعر البنزين نسبيًا منذ نهاية 2021 وبداية 2022، ليستمر قريبًا من مستوياته الحالية (2.18 ريال/لتر لبنزين 91 و2.33 ريال/لتر لبنزين 95) خلال عام 2024. ومع ذلك، لا تزال التوقعات تشير إلى إمكانية ارتفاع تدريجي في السنوات المقبلة، في ضوء استمرار الإصلاحات الاقتصادية والارتباط المباشر بالأسواق العالمية.


6. أبرز الملاحظات والنتائج

  1. ارتفاع الأسعار بأكثر من ثلاثة أضعاف منذ 2016 وحتى 2024، ما أثّر بشكل واضح على أنماط الاستهلاك.
  2. تقارب الفارق السعري بين بنزين 91 وبنزين 95 بمرور الوقت، وهو ما دفع بعض المستهلكين للتحوّل إلى الأنواع الأعلى أوكتانًا.
  3. إصلاحات الاقتصاد الكلي: تهدف التعديلات في سعر البنزين للحد من الاعتماد على الدعم الحكومي وتنويع مصادر الدخل.
  4. تأثير الجائحة: أظهرت جائحة كوفيد-19 مدى تأثّر السوق المحلّي بالمتغيرات العالمية، لكن الإجراءات الحكومية كالسقف السعري ساعدت على احتواء التذبذبات.

كيف يساهم تطبيق «درب» في خفض تكاليف الوقود للشركات؟

في ظل التغيرات المتواصلة في سعر البنزين، تواجه الشركات تحديات كبيرة في ضبط نفقاتها التشغيلية الخاصة بالمواصلات واللوجستيات. هنا يبرز دور تطبيق «درب»، الذي يساعد المؤسسات على إدارة مصروفات الوقود بكفاءة أكبر وتقليل الاستهلاك غير الضروري. تشير التقارير إلى أن تطبيق «درب» يساهم في خفض النفقات المرتبطة بالمحروقات بنسبة تصل إلى 20%، ما يعكس قيمة كبيرة للشركات الباحثة عن حلول مستدامة وذكية لتقليل التكلفة ومواجهة التقلبات المستقبلية في سعر البنزين.


الخلاصة
تعدُّ تجربة السعودية في تحريك سعر البنزين نموذجًا مهمًّا في إعادة هيكلة دعم الطاقة، وتحقيق توازن بين المحافظة على الموارد المالية للدولة وتلبية احتياجات المستهلكين. وفي الوقت الذي تستمر فيه الأسعار بالتغيُّر وفقًا للعوامل العالمية والإصلاحات المحلية، تقدّم حلول إدارة الوقود الحديثة مثل تطبيق «درب» فرصة للشركات والأفراد لمواكبة هذه التحولات بفاعلية وتقليل تكاليف الوقود إلى الحد الأدنى.