منتدى الخدمات اللوجستية العالمي 2024 في السعودية: تمهيد لمستقبل إدارة الأساطيل والخدمات اللوجستية

أقيم منتدى الخدمات اللوجستية العالمي 2024 في الرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وجمع بين قادة وصناع القرار في مجال إدارة الأساطيل والخدمات اللوجستية لمناقشة مستقبل القطاع. ويأتي هذا الحدث ضمن رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى محور لوجستي عالمي، وهو هدف بالغ الأهمية لأصحاب أساطيل النقل الذين يواجهون تحديات اليوم باستخدام أنظمة إدارة الوقود وأجهزة تتبع الأسطول وغيرها من الأدوات الحيوية للقطاع.

1. استثمارات السعودية في الخدمات اللوجستية لتعزيز عمليات الأساطيل

خصصت المملكة تريليون ريال للاستثمار في القطاع اللوجستي، وتهدف بذلك إلى وضع معايير جديدة لعمليات تتبع الأساطيل، وإدارة الوقود، وكفاءة سلاسل الإمداد. وقد تم بالفعل استثمار 200 مليار ريال، ما ساهم في تحسين البنية التحتية اللوجستية للمملكة ورفع ترتيبها، حيث تقدمت 17 مرتبة في مؤشر الأداء اللوجستي الصادر عن البنك الدولي و14 مرتبة في مؤشر الاتصال العالمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا).

2. الموقع الاستراتيجي وتوسيع البنية التحتية

يتيح الموقع الاستراتيجي للمملكة لأصحاب أساطيل النقل الوصول إلى أكثر من 40% من الناتج المحلي العالمي خلال ست ساعات. ويشمل الاستثمار في مطار الملك سلمان الدولي وتوسعات شبكة السكك الحديدية، مما يعزز مكانة المملكة كمحور لوجستي يربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا. وتنعكس هذه التحسينات إيجابياً على شركات إدارة الأساطيل مثل درب للتقنية المالية، الدريس، ونفط، وساسكو، وبترواب، مما يسهم في تحسين مسارات النقل وكفاءة العمليات اللوجستية.

3. حلول إدارة الوقود لمستقبل مستدام

أبرز المنتدى التزام السعودية بالمبادرات الخضراء مثل مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي ساعدت في تقليل الحاجة إلى مليار رحلة شاحنة بفضل توسعة شبكة السكك الحديدية. وتعتبر هذه التحولات مكسباً لأصحاب الأساطيل، حيث تقلل من الاعتماد على النقل البري وتخفض تكاليف الوقود وتقلل من انبعاثات الكربون من خلال أنظمة الوقود الإلكترونية وحلول تزويد الأساطيل بالوقود.

4. تبني التكنولوجيا المتقدمة لتحسين كفاءة الأساطيل

لمواكبة المنافسة، يعمل مشغلو الأساطيل على دمج برمجيات إدارة الوقود، وأنظمة تتبع الأساطيل، وأدوات إدارة محطات الوقود لتحقيق التكاليف المثلى وتحسين أداء الخدمات اللوجستية. وقد تم التركيز على الذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين، وإنترنت الأشياء كأدوات تعزز كفاءة تتبع الوقود وإدارة البنزين، مما يمكّن أصحاب الأساطيل من خفض التكاليف التشغيلية، وتحسين استهلاك الوقود، وتحسين كفاءة سلاسل الإمداد.

5. اتفاقيات قياسية: فرصة جديدة لأصحاب الأساطيل

شهد المنتدى توقيع أكثر من 65 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة إجمالية تجاوزت 16 مليار ريال، مما يجعل هذا المنتدى حدثاً فارقاً في الصناعة اللوجستية. وستستفيد شركات مثل الدريس وواعي (واعي الدريس) من هذه الشراكات، حيث تفتح الأبواب لتحسين أنظمة إدارة الوقود، والحلول الإلكترونية للوقود، وأدوات إدارة الأساطيل، مما يساهم في تحسين الخدمات ورفع كفاءة النقل.

6. ابتكارات في أنظمة إدارة الأساطيل والوقود

شدد المنتدى على أهمية أنظمة إدارة الوقود مثل بطاقة درب للوقود، نظام واعي الدريس وبترواب لتعزيز حلول التتبع وكفاءة الوقود. ويمكن لمشغلي الأساطيل الاستفادة من هذه الأنظمة لأتمتة تتبع الوقود، وإدارة بيانات مضخات الوقود، ومراقبة استهلاك الديزل عبر محطات البنزين. وتعد هذه الابتكارات حاسمة في تقليل الهدر، وزيادة الرؤية في إدارة الأساطيل، وضمان استدامة العمليات اللوجستية.

7. التركيز على مرونة الأساطيل والخدمات اللوجستية في البحر الأحمر

تسببت الاضطرابات في منطقة البحر الأحمر في زيادة تكاليف الوقود بأكثر من 200%، مما يجعل مرونة الأساطيل أمراً أساسياً لضمان استمرارية العمليات. وتساعد برمجيات إدارة الأساطيل مثل نفط ايباس وساسكو كنترول المشغلين على مراقبة استهلاك الوقود وتعديل المسارات لتقليل المخاطر، حيث أكد المنتدى على أهمية أنظمة تتبع الأساطيل لمواجهة التحديات اللوجستية والحفاظ على المرونة.

8. تطوير الكوادر البشرية والتدريب

أدرك المنتدى دور الكفاءات البشرية المتخصصة، وقدم مبادرات تدريبية لدعم مشغلي الأساطيل ومديري اللوجستيات للتكيف مع التكنولوجيا الحديثة مثل أنظمة إدارة الوقود وبرامج تتبع الأساطيل. وستساعد استثمارات مثل الدريس ERP ونفط ايباس أصحاب الأساطيل على إدارة محطات البنزين ومحطات الوقود بشكل أكثر كفاءة.

الخاتمة

عرض منتدى الخدمات اللوجستية العالمي 2024 التزام المملكة بقيادة صناعة الخدمات اللوجستية وإدارة الأساطيل عالمياً. من خلال الاستثمارات الاستراتيجية، والتكنولوجيا المتقدمة، والتركيز على الاستدامة، تهيئ السعودية بيئة مزدهرة لأصحاب الأساطيل، حيث يمكنهم الاستفادة من أنظمة تتبع الوقود وأنظمة إدارة الأساطيل لتحسين الكفاءة والاستدامة. ومع تحول المملكة إلى مركز لوجستي عالمي، فإن أصحاب الأساطيل في المملكة سيستفيدون من هذه التطورات لرفع كفاءة عملياتهم.